سورة الفاتحة - تفسير تفسير ابن الجوزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الفاتحة)


        


قوله تعالى: {الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهمْ}
قال ابن عباس: هم النبيُّون، والصديقون، والشهداء، والصالحون. وقرأ الأكثرون {عليهم} بكسر الهاء، وكذلك {لديهم} و{إِليهم} وقرأهنَّ حمزة بضمها. وكان ابن كثير يصل ضم الميم بواو. وقال ابن الأنباري: حكى اللغويون في {عليهم} عشر لغات، قرى بعامتها {عليهُمْ} بضم الهاء وإِسكان الميم و{عليهِمْ} بكسر الهاء وإِسكان الميم، و{عليهمي} بكسر الهاء والميم وإلحاق ياء بعد الكسرة، و{عليهُمو} بكسر الهاء وضم الميم وزيادة واو بعد الضمة، و{عليهمو} بضم الهاء والميم وإِدخال واو بعد الميم و{عليهُمُ} بضم الهاء والميم من غير زيادة واو، وهذه الأوجه الستة مأثورة عن القراء، وأوجه أربعة منقولة عن العرب {عليهُمي} بضم الهاء وكسر الميم وإِدخال ياء، و{عليهُمِ} بضم الهاء وكسر الميم من غير زيادة ياءٍ، و{عليهِمُ} بكسر الهاء وضم الميم من غير إِلحاق واو، و{عليهِمِ} بكسر الهاء والميم ولا ياء بعد الميم.
فأما {المغضوب عليهم} فهم اليهود؛ و{الضالون}: النصارى.
رواه عدي بن حاتم عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال ابن قتيبة: والضلال: الحيرة والعدول عن الحق.
فصل:
ومن السنة في حق قارئ الفاتحة أن يعقبها ب {آمين}. قال شيخنا أبو الحسن علي ابن عبيد الله: وسواء كان خارج الصلاة أو فيها، لما روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا قال الامام {غَيْرِ المغْضُوبِ عَليْهم ولا الضَّالين} فقال من خلفه: آمين، فوافق ذلك قول أهل السماء، غفر له ما تقدم من ذنبه».
وفي معنى آمين: ثلاثة أقوال.
أحدها: أن معنى آمين: كذلك يكون. حكاه ابن الأنباري عن ابن عباس، والحسن.
والثاني: أنها بمعنى: اللهم استجب. قاله الحسن والزجاج.
والثالث: أنه اسم من أسماء الله تعالى. قاله مجاهد، وهلال بن يساف، وجعفر ابن محمد.
وقال ابن قتيبة: معناها: يا أمين أجب دعاءنا، فسقطت يا، كما سقطت في قوله: {يوسف أعرض عن هذا} [يوسف: 29] تأويله: يا يوسف. ومن طوَّل الألف فقال: آمين، أدخل ألف النداء على ألف أمين، كما يقال، آزيد أَقبل. ومعناه: يا زيد. قال ابن الأنباري: وهذا القول خطأ عند جميع النحويين، لأنه إِذا أدخل {يا} على{آمين} كان منادىً مفرداً، فحكم آخره الرفع، فلما أجمعت العرب على فتح نونه، دل على أنه غير منادى، وإنما فتحت نون {آمين} لسكونها وسكون الياء التي قبلها، كما تقول العرب: ليت، ولعل. قال: وفي {آمين} لغتان: {أمين} بالقصر، {وآمين} بالمد، والنون فيهما مفتوحة.
أنشدنا أبو العباس عن ابن الاعرابي:
سقى الله حياً بين صارة والحمى *** حمى فيْدَ صوبَ المُدْجِنات المواطر
أمين وأَدى الله ركباً إليهمُ *** بخير ووقَّاهم حِمام المقادر
وأَنشدنا أبو العباس أيضاً:
تباعد مني فُطْحُل وابن أمه *** أَمين فزاد الله ما بيننا بعدا
وأنشدنا أبو العباس أيضاً:
يا رب لا تسلبنّي حبها أبداً *** ويرحم الله عبداً قال آمينا
وأَنشدني أَبي:
أمين ومن أعطاك مني هوداة *** رمى الله في أطرافه فاقفعلَّت
وأنشدني أبي:
فقلت له قد هجت لي بارح الهوى *** أصَاب حمام الموت أَهوننا وجدا
أمين وأضناه الهوى فوق ما به *** أمين ولاقى من تباريحه جهدا
فصل:
نقل الأكثرون عن أحمد أن الفاتحة شرط في صحة الصلاة، فمن تركها مع القدرة عليها لم تصح صلاته، وهو قول مالك، والشافعي. وقال أبو حنيفة رحمه الله: لا تتعين، وهي رواية عن أحمد، ويدل على الرواية الأولى ما روي في الصحيحين من حديث عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب»
والله تعالى أعلم بالصواب.

1 | 2